يوم السبت الماضي، كان «جو بايدن» واحدا» من 20 مرشحاً رئاسياً يتحدثون في منتدى لتنظيم الأسرة في كولومبيا بولاية ساوث كارولاينا الذي عُقد بالقرب من المؤتمر الديمقراطي في الولاية. وجاء حضور بايدن بعد أسبوعين فحسب من تغيير رأيه الذي تبناه لفترة طويلة بشأن تأييد «تعديل هايد» في الدستور الذي حظر التمويل الاتحادي لأنواع معينة من الإجهاض.
وبعض مديري المنتدى سأله عما عساه أن يقول بشأن الناخبين المؤيدين للحق في اختيار الإجهاض القلقين بشأن سجله المتباين في هذه القضية. فأجاب بالقول «في واقع الحال إننا في موقف يبلغ فيه معدل الوفيات للنساء الفقيرات والسوداوات في هذه الولاية 26.5%، 24,25.6 شخص، الذين 100 ألف يحتاجون، وينتهي بهم الحال إلى الوفاة نتيجة الولادة، هذا عبثي تماما». وهذه العبارة غير المفهومة أراد بها «بايدن» القول إن معدل وفيات الأمهات في كل 100 ألف حالة ولادة يبلغ 26.5% في ساوث كارولاينا. والواقع أن رؤية «بايدن» وهو يتحدث أثناء تجوله في البلاد تعطي إحساسا بأنه ممثل لا يتذكر بشكل جيد كلمات دوره على المسرح.
وفي الأيام القليلة الماضية، شاهدنا الساحة الديمقراطية بكاملها تقريبا في كولومبيا. فقد ظهر «بايدن» يوم الجمعة في دعوة لحضور حفل لإعداد الأسماك وتناولها من النائب جيم كليبيرن. وفي اليوم التالي حضر «بايدن» منتدى تنظيم الأسرة ثم حضر المؤتمر الديمقراطي في الولاية. ولم يعجبني أداؤه، رغم أن استطلاعات الرأي تظهر أنه متقدم بشكل كبير. وإذا كان سيصبح «بايدن» ممثل مبادئ الحزب الديمقراطي أمام دونالد ترامب، فأريد أن يكون ممثلا قويا لهذه المبادئ. لكنه لم يبد قويا في ساوث كارولاينا.
صحيح أن دونالد ترامب يتفوه بكلام غير منظم بالتأكيد لكن يصحب هذا استعراض لثقة بلا أساس، فبدلا من التردد والبحث عن الرقم الصحيح، يأتي برقم من عندياته على الفور! وفي المقابل نجد بايدن مهتزا. صحيح أن هناك حبا كبيرا له في أرض الواقع لكن مع قليل من الحماس. ولذا يمكنكم معرفة سبب أن حملته تقيد فعالياته العامة وسبب تجنبه الصحافة. والناخبون العاديون لا يبالون فيما يبدو بشأن الزلات التي يركز عليها معلقو شبكات التلفزيون الكابلية. وقدرته على إقامة علاقات شخصية مازالت مؤثرة.
وفي منتدى تنظيم الأسرة، طُرح على كل مرشح سؤال من شخص تم اختياره سلفا من الجمهور. وشرعت «بيشكا كولواي وهي من الجنود السابقين تبلغ من العمر 32 عاما من ولاية «ويست فيرجينيا» تحكي لـ«بايدن» عن حملها ضد إرادتها من زوجها بعد فترة قصيرة من ولادة طفلها السابق، وكيف أنها احتاجت إلى عملية إجهاض حملها ثم احتاجت لعملتي إجهاض أخريين. وكل عملية تحمل تكلفتها برنامج «ميديكيد» في «ويست فيرجينا» لكن البرنامج توقف عن تمويل الإجهاض العالم الماضي. وسألت «بايدن» عما ينويه لحماية وتوسيع إمكانية حصول النساء على عمليات الإجهاض الآمنة. ورد «بايدن» بالقول ً«أولا، كثيرات من النساء وربما عدد كبير من الرجال هنا لا يدركون الشجاعة الهائلة التي يحتاجها الأمر للوقوف وإعلان هذا». ثم تحدث عن عمله في مجال التصدي للعنف المنزلي وسأل إذا ما كان بوسع النساء التحدث إليه على انفراد فيما بعد.
ورأى بعض النشطاء هناك أن ما قاله «بايدن» مثل مراوغة جديدة استخف فيها بأزمة حقيقية لامرأة. لكن «كولواي» التي تحدثت إليها بعد مقابلتها على انفراد مع بايدن كانت سعيدة بمناقشة الأمر معه. وقالت «ركز اهتمامه على الدفاع عن ضحايا الاعتداء والعنف المنزلي». وهذه أفضل صورة لـ«بايدن»، أي أنه قد يكون غير منضبط تماما لكن قلبه كبير. غير أن الدفء الشخصي لن يكون كافياً دون القدرة على إلهام وإثارة حماس جموع الناس.
وفي المؤتمر، صاحبت مجموعات مختلفة من المؤيدين مرشحهم إلى قاعة المحاضرات. وكانت جماعة المؤيدين التي صاحبت بايدن أصغر وأضعف هتافات من تلك التي صاحبت «كامالا هاريس» و«كوري بوكر» و«بيتو أورورك» صحيح أن القدرة على جذب الحشود ليس كل شيء. فصوت الشخص فاتر الحماس يماثل تماما صوت الشخص المتحمس. وأنصار «بايدن» أكبر سناً من أنصار المرشحين «الديمقراطيين» الآخرين مما يجعل حملته تبدو أقل حيوية لكنها تتمتع بقاعدة تصويت يمكن الاعتماد عليها. لكن كما أوضحت الدورات الانتخابية السابقة، الحماس له أهميته. وأي شخص مقتنع بأن «بايدن» خيار آمن يجب عليه الذهاب ليراه بنفسه.
*صحفية ومُدونة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2019/06/24/opinion/joe-biden-electability-2020.h
وبعض مديري المنتدى سأله عما عساه أن يقول بشأن الناخبين المؤيدين للحق في اختيار الإجهاض القلقين بشأن سجله المتباين في هذه القضية. فأجاب بالقول «في واقع الحال إننا في موقف يبلغ فيه معدل الوفيات للنساء الفقيرات والسوداوات في هذه الولاية 26.5%، 24,25.6 شخص، الذين 100 ألف يحتاجون، وينتهي بهم الحال إلى الوفاة نتيجة الولادة، هذا عبثي تماما». وهذه العبارة غير المفهومة أراد بها «بايدن» القول إن معدل وفيات الأمهات في كل 100 ألف حالة ولادة يبلغ 26.5% في ساوث كارولاينا. والواقع أن رؤية «بايدن» وهو يتحدث أثناء تجوله في البلاد تعطي إحساسا بأنه ممثل لا يتذكر بشكل جيد كلمات دوره على المسرح.
وفي الأيام القليلة الماضية، شاهدنا الساحة الديمقراطية بكاملها تقريبا في كولومبيا. فقد ظهر «بايدن» يوم الجمعة في دعوة لحضور حفل لإعداد الأسماك وتناولها من النائب جيم كليبيرن. وفي اليوم التالي حضر «بايدن» منتدى تنظيم الأسرة ثم حضر المؤتمر الديمقراطي في الولاية. ولم يعجبني أداؤه، رغم أن استطلاعات الرأي تظهر أنه متقدم بشكل كبير. وإذا كان سيصبح «بايدن» ممثل مبادئ الحزب الديمقراطي أمام دونالد ترامب، فأريد أن يكون ممثلا قويا لهذه المبادئ. لكنه لم يبد قويا في ساوث كارولاينا.
صحيح أن دونالد ترامب يتفوه بكلام غير منظم بالتأكيد لكن يصحب هذا استعراض لثقة بلا أساس، فبدلا من التردد والبحث عن الرقم الصحيح، يأتي برقم من عندياته على الفور! وفي المقابل نجد بايدن مهتزا. صحيح أن هناك حبا كبيرا له في أرض الواقع لكن مع قليل من الحماس. ولذا يمكنكم معرفة سبب أن حملته تقيد فعالياته العامة وسبب تجنبه الصحافة. والناخبون العاديون لا يبالون فيما يبدو بشأن الزلات التي يركز عليها معلقو شبكات التلفزيون الكابلية. وقدرته على إقامة علاقات شخصية مازالت مؤثرة.
وفي منتدى تنظيم الأسرة، طُرح على كل مرشح سؤال من شخص تم اختياره سلفا من الجمهور. وشرعت «بيشكا كولواي وهي من الجنود السابقين تبلغ من العمر 32 عاما من ولاية «ويست فيرجينيا» تحكي لـ«بايدن» عن حملها ضد إرادتها من زوجها بعد فترة قصيرة من ولادة طفلها السابق، وكيف أنها احتاجت إلى عملية إجهاض حملها ثم احتاجت لعملتي إجهاض أخريين. وكل عملية تحمل تكلفتها برنامج «ميديكيد» في «ويست فيرجينا» لكن البرنامج توقف عن تمويل الإجهاض العالم الماضي. وسألت «بايدن» عما ينويه لحماية وتوسيع إمكانية حصول النساء على عمليات الإجهاض الآمنة. ورد «بايدن» بالقول ً«أولا، كثيرات من النساء وربما عدد كبير من الرجال هنا لا يدركون الشجاعة الهائلة التي يحتاجها الأمر للوقوف وإعلان هذا». ثم تحدث عن عمله في مجال التصدي للعنف المنزلي وسأل إذا ما كان بوسع النساء التحدث إليه على انفراد فيما بعد.
ورأى بعض النشطاء هناك أن ما قاله «بايدن» مثل مراوغة جديدة استخف فيها بأزمة حقيقية لامرأة. لكن «كولواي» التي تحدثت إليها بعد مقابلتها على انفراد مع بايدن كانت سعيدة بمناقشة الأمر معه. وقالت «ركز اهتمامه على الدفاع عن ضحايا الاعتداء والعنف المنزلي». وهذه أفضل صورة لـ«بايدن»، أي أنه قد يكون غير منضبط تماما لكن قلبه كبير. غير أن الدفء الشخصي لن يكون كافياً دون القدرة على إلهام وإثارة حماس جموع الناس.
وفي المؤتمر، صاحبت مجموعات مختلفة من المؤيدين مرشحهم إلى قاعة المحاضرات. وكانت جماعة المؤيدين التي صاحبت بايدن أصغر وأضعف هتافات من تلك التي صاحبت «كامالا هاريس» و«كوري بوكر» و«بيتو أورورك» صحيح أن القدرة على جذب الحشود ليس كل شيء. فصوت الشخص فاتر الحماس يماثل تماما صوت الشخص المتحمس. وأنصار «بايدن» أكبر سناً من أنصار المرشحين «الديمقراطيين» الآخرين مما يجعل حملته تبدو أقل حيوية لكنها تتمتع بقاعدة تصويت يمكن الاعتماد عليها. لكن كما أوضحت الدورات الانتخابية السابقة، الحماس له أهميته. وأي شخص مقتنع بأن «بايدن» خيار آمن يجب عليه الذهاب ليراه بنفسه.
*صحفية ومُدونة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2019/06/24/opinion/joe-biden-electability-2020.h